دراسات وأبحاث

تشكيل مستقبل الصحافة في دول الجوار الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط

في نسخته الأولى التي عُقدت في 2018، جمع المنتدى الدولي للصحافة في تونس ما يقرب من 800 صحفي من العالم العربي وأوروبا وأفريقيا حيث أتاح الفرصة للصحفيين في جنوب البحر الأبيض المتوسط لمناقشة احتياجات وتوقعات مشاريع الدعم والشراكة.

وقد أثار هذا التجمع الكبير الكثير من الحماس والأمل لدى العديد من الصحفيين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية. وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها العديد من مؤسسات الإعلام في ظل انتشار المعلومات الكاذبة وعدم الثقة في الصحفيين، يبدو أن التجديد في عالم الإعلام بات ممكناً حتى يصبح أقرب إلى اهتمامات المواطنين، وأكثر تكيفًا مع الطرق الجديدة لاستهلاك المعلومات.


في أعقاب هذا الحدث التأسيسي، تولدت فكرة إطلاق مبادرة تهدف لتحفيز تبادل الأفكار والتأمل المشترك بين الصحفيين والمؤسسات المانحة والمنظمات العاملة في مجال دعم وتطوير وسائل الإعلام للتصور وبناء مستقبل الإعلام في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط. وهكذا ولد برنامج صحافة ميد.


في ذلك الوقت، لم يتخيل أحد أن جائحة الكورونا العالمية ستسبب الكثير من الاضطرابات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، وتؤثر بدرجات عدة على وسائل الإعلام والصحفيين.


وفي الأشهر الأخيرة، شكلت هجمات 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث في قطاع غزة صدمة جيوسياسية كبيرة وانفجارًا حقيقيًا لوسائل الإعلام. منذ ذلك اليوم، فقد أكثر من 60 صحفيًا وصحافية حياتهم في غزة حيث يدفع قطاع الإعلام ثمنًا باهظًا خلال أداءه عمله في نقل الأخبار للجمهور.


يشكل الإعلام المبني على الآراء حول هذا الصراع في العالم العربي والعالم بأسره قضية رئيسية، خاصة مع تزايد التلاعب بالحقائق وانتشار المعلومات الكاذبة، خاصة على الشبكات الاجتماعية.


وكان الهدف الأساسي لبرنامج صحافة ميد هو فتح باب الحوار مع المجتمع المدني في جنوب البحر الأبيض المتوسط حول توقعاته من حيث المعلومات وتعزيز دعم حرية التعبير ووسائط الإعلام المستقلة كأولوية في برامج أعمال الممولين في المنطقة.


اليوم، بعد سنوات من الكورونا وفي ظل الأزمة الكبيرة التي يعيشها الشرق الأوسط، يبدو أن هذا الحوار بين وسائل الإعلام والمنظمات العاملة في تطوير هذا المجال في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبح أكثر أهمية من سنوات الماضية وقت كتابة برنامج صحافة ميد.

أيضًا، على الرغم من سوء الفهم، والعقبات، والصعوبات، ستستمر جمعية صحافة ومواطنة في الأشهر المقبلة من خلال، برنامج صحافة ميد في السعي نحو هدفها الأساسي وهو فتح باب الحوار بين جميع المؤسسات الإعلامية والعاملة في تطوير الإعلام في المنطقة. فلا يمكن تخيل أسس جديدة للتعاون في خدمة الصحفيين، للتفكير وبناء وسائل إعلام أفضل بشكل جماعي واستعادة ثقة المواطنين إلا من خلال الحوار المتبادل.

 

وفي هذا السياق، تتيح هذه النسخة الأولى من الدراسة، التي انتهى العمل عليها في أيلول/سبتمبر 2023، تقييم حالة قطاع الإعلام والصحافة في مختلف بلدان المنطقة من أجل تحديد أفاق وسبل عمل لتشجيع ولاستمرار وجود صحافة الحرة في خدمة المجتمع والمصلحة العامة، من خلال المؤسسات الإعلام المستقلة. كما تهدف إلى المواءمة بين احتياجات الصحفيين والبرامج التي يقدمها المانحون ومنظمات تطوير الإعلام.

 

تستند هذه الدراسة إلى معلومات تم جمعها بين عامي 2021 و 2023 خلال مجموعة من اللقاءات والاجتماعات (منتديات الصحافة في تور، وبروكسل وتونس، وخلال “اللقاءات” الوطنية والإقليمية، والاجتماعات المغلقة، وعشرات المقابلات الفردية، إلخ.). وتتألف هذه الدراسة من “تحليل إقليمي” يظهر الوضع العام لمؤسسات الإعلام والصحافة في المنطقة، و«فصول عن دول المشروع» حيث يتكلم كل فصل بشكل مفصل عن وضع الأعلام والصحافة في كل دولة على حدا، وتوصيات لدعم وتعزيز فعالية برامج ومشاريع دعم الصحفيين في جنوب البحر الأبيض المتوسط.

 

تنظم في الأشهر المقبلة ندوات لعرض هذه التوصيات وتعديلها. سيتم تنظيم لقاءات جديدة للحوار ولمناقشة وضع قطاع الصحافة أخذين بعين الاعتبار التغيرات السريعة الحاصلة في المنطقة. سيتم نشر النسخة الثانية من الدراسة في النصف الأول من عام 2025 حيث ستتضمن التوقعات والملاحظات والاحتياجات والتوصيات التي تم جمعها في منتصف عام 2024.

 

 
للمؤسسات المانحة والعاملة في تطوير الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكنكم الحصول على النسخة الشاملة للدراية من خلال أرسال طلب الى [email protected]، يرجى ذكر المسمى الوظيفي واسم المؤسسة في الرسالة.